قصة مثل.. أوْ فرقاً خير من حبّين

أوْ فرقاً خيراً من حبين

قيل : كان الحجاج قد حبس الغضبان بن القبعثري ، فدعا به يوماً وقال : زعموا
أنه لم يكذب قط ، وليكذبن اليوم ، فقال له لما أتى به : سمنت يا غضبان . قال:
القيد والرتعة ، والخفض والدعة ، وقلة التعتعة ، ومن يك ضيف الأمير يسمن.
قال : أوَ تحبني يا غضبان ؟ قال : أو فَرَقاً خيراً من حبين .
وقيل : أتحبني يا غضبان قال : أو فرق خير من حبين ....
وأما قوله أتحبني يا غضبان ؟ فإنما أراد الحجاج أن يكذبه لو قال أحبك ، أو يعاقبه
لو أنكر ذلك . فحاد عن الجوابين وقال : أو فرق خير من حبين ، فإنما أراد أمري
حب أو فرق خير من حبين ، فأتى بحرف الشك الذي لا يخلص بين أحد المعنيين
وهي "أو" ومن قرأه أوَ فرق على أن الهمزة للإستفهام فقد أخل وأحال ، وإنما أراد
الغضبان أن هيبته له وفرقه منه أنبل وأرفع من محبته إياه مرّات لا مرتين ، أراد
أحبك حباً أو أفرقك فرقاً خيراً من حبين .
*أول من قال : " القيد والرتعة " ، عمرو بن الصعق بن خويلد بن نفيل بن عمرو
ابن كلاب ، وكانت شاكرـــ قبيلة من همدان ـــ أسرته ، فأحسنت إليه ، ورفهت عنه ،
وكان يوم فارق أهله نحيفاً ، فهرب من شاكر ، وصاد في طريقه أرنباً فشواه ، فبينما
هو يأكل منها أقبل ذئب فأقعى غير بعيد منه ، فنبذ إليه من شوائه فولى عنه ، فقال عمرو:
لَقَدْ أَوْعَدَتْني شَاكِرٌ فَخَشِيتُها...وَمِنْ شَعْب ذِي همدان في الصدر هاجس
قبائل شتى ألّف الله بينها...لهـــا حَجَـفٌ فـــوق المَنَاكِبِ يَابِسُ
ونار بِمَومَاة قليل أنيسها...أتاني عليـهـا أطلـس اللــون يابـــــس
نبذت إليه حَزَّةً من شوائنـا...حَيَاءً وما فُحْشي على من أُجالـــس
فَوَلّى بها جَذْلانَ يَنْفُضُ رأسه...كما آضَ بالنَّهب المغير المُخالــس
فلما وصل إلى قومه قالوا : أي عمرو ، خرجت من عندنا نحيفاً وأنت اليوم بادن ، قال :
القيد والرتعة ، فأرسلها مثلاً .


(فصل المقال)

الموضوع الأصلي: قصة مثل.. أوْ فرقاً خير من حبّين || المحرر: ابوناصرالصريخ || المصدر: منتديات أسرة الصريخ

www.alsuraikh.com

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات