من الأمثال في الدعاء بالخير قولهم :" عَرَفَتْنِي نَسَأَهَا الله "
أي أخّر الله في أجلها ، وأطال عمرها ، وكان أصله أن رجلاً كانت له فرس،
فأخذت منه ثم رآها بعد ذلك في أيدي قوم فعرفته فحمحمت حين سمعت كلامه،
فقال عند ذلك هذه المقالة . وقيل أن هذا المثل لرجل من العرب كانت له فرس
قد تربّبها وتألفها ، فبعثه قومه طليعةً فمر بروضة فأعجبته والعدو قريب منه
لا يراهم ، فنزل ، فخلع لجام فرسه ، وحل عنها ترعى ، فبينا هو كذلك إذ طلعت
عليه الخيل دوائس فأسروه ، وطلبوا الفرس فسبقتهم ، ولم يقدروا عليها فعجبوا
من جودتها وقالوا : إن دفعتها إلينا نفاد نفسك بها ، فدعاها فأجابت . فقال :
"عرفتني نسأها الله " فأرسلها مثلاً . ومن دعائهم " بَلَغَ الله بك أَكْلأَ العُمرِ " أي
أقصاه ، أكلأ العمر : أحفظ العمر ، يقال للرجل : كلأك الله أي حفظك الله .
قال الشاعر :
كلاك الله حيث عزمت وجها...وحاطك في المبيت وفي المقيل
[ وقولهم أتتهم الخيل دوائس أي يتبع بعضهم بعضا ]