يا أهل الدار
هالللللو
إني بدي هييييييييييييييييير
لا أحد
سوى صدى كلماتي
هل يوجد أحد هنا ؟
هااااااااااااااااااااااااااي
هيييييييييييييييييييييييي
هوووووووووووووووووووووووووووو
لا وجود لبشر هنا
إلا أنا
ماتوا جميعا
وبقيت آثارهم
وكلمات أقلامهم
ماذا حل بهم ؟
هل هي لعنة الفراعنة ؟
لا لا أعتقد لأنهم ليسوا في الهرم
هل أصيبوا بشلل ؟
لا لا أعتقد .. لسمعوا صوتي وردوا
هل ماتوا ؟
لا لا أعتقد .. وإلا كان للمكان رائحة القبور
ماذا حدث ؟
هل ناموا نومة أهل الكهف ؟
ممكن .. ولكن لحضر أقرباؤهم يبحثون عنهم هنا
إذن ما سر خلو المكان ؟
هل فاجأهم التنين الصيني ؟
لا .. لأن المكان لم يدمر
هل ذهبوا للحج ؟ جميعهم ؟
لا أظن .. لأنهم لم يلبوا تلبية الحج قبل الرحيل
وهل الأمر غامض لهذه الدرجة ؟
وأكثر
إن الأمر في غاية الغموض
لأنهم في الشموخ
بلا شموع
فأحرفهم
هي النور
والدموع
بقيت تنير الواحات لأيام وربما لشهور
فماذا حل بهم إذا ؟
أتوقع أنهم
أصيبوا
بغيبوبة سكون الكون
تمكن منهم
فركنوا
للسكون
والهدوء
والتوقف
والصمت
واللاشعور
والاحساس ببطء
وعدم التوازن
والضياع
في غياهب الكون
وسط أعماق السكون
بلا هوية
ولا إمكانية
ولا شمس وبلا وقت
يسبحون في ملكوت الله
كون فسيح
لا بداية له ولا نهاية
تجري بهم الأقدار
بلا عنوان
بلا اختيار
ترى ماذا يرون في الآفاق ؟
هل تنظر إليهم تلك المخلوقات ؟
هل فزعوا منها ؟
هل هم مجتمعين معا ؟
أم أن كل واحد منهم في مكان
ياللهول
أين هم الآن ؟
هل سيطول بهم الأمر ؟
هل سيعودوا ؟
هل سيشع المكان ؟
كما كان
وكما سيكون
ويكون
لا
أعلم
فالبرد القارس يؤذيني
سأرحل من هنا قبل أن أكون معهم
في سكون الكون
المكان يزداد ظلمة
والأصوات بضجيج الهدوء
أصبحت ترعب
الآن سأرحل
ولن أنظر خلفي
ولن أجعل الخوف يجري معي
سأشغل نفسي
بالحديث إليها
وسأسير إلى آخر الممر
ولن يكون هناك إلا الهروووب
من المجهول
هناك خطوات تلاحقني
لا يهم فأنا بخير
هناك من يشدني من جانبي
لا يهم
هناك من يهمس
يقول
( توقف أرجوووك )
لا لا لن أستمع لمثل هذه الخرافات
يصرخ !!!!!!!!
( توقف )
الآن أنا أتوقف !
لا أستطيع التحرك
لا أتحمل الوقوووف
أنا موقووووف !
الآن أنا مطرووووح
لا أريد النظر إلى هذا المجهووول
إنه قريب جدا مني
ماذا يريد
أخافلا النظر إليه
سأجيب على ما يريد
بلا نظرة ولا حب استطلاع
أخاف على عيناي من الاقتلاع
أتمنى أن أهدأ
لست قادرا على الهدوووء
أسناني تصطك ببعضهما
كأنها آلة كاتبة غير منتظمة
تصدر طقطقات لا تطاق
ترى ماذا يريد أن يقول هذا المهوووس ؟
فجاة أشعر باقترابه
وأزداد ارتجافا
يهمس بقوله
( ماذا تريد هنا في منتدى الشموخ )
أسترجع العبارة مرااات ومراات
( مــ اذا تتتتتريد .......)
ماذا أقول وماذا أرد ؟
الخوف يبعثر كلماتي
والقلب يشغل شهقاتي
والحروووف لا تخرج من كلماتي
ووووو لا أدري ماذا أقول ؟
سأغمض عينايا وألزم الهدوووء
الصوت يعود مجددا
( ماذا تريد ؟ ومالذي أتى بك إلى هنا )
لن أرد
ولن أبدي أي تجاوب
سألزم الصمت
ولن أنظر إلى الخلف
سأنظر إلى الأمام والباب مردود
آمل ألا يقفل فالأمر جدُّ خطير
هناك شعور بأنه وضع يده أو طرف من أطرافه على كتفي
إنه
بالقرب مني
لا لن أسمح بوجوده
لن أنظر إليه سأكلمه
حتى لا يلمسني
أنا هنا ؟
لللللأني من رواد الشموووخ
يرد علي بغلظة
( ألم تكن في سكون الكون أيها الناجي الوحيد )
لا .. لا .. أنا وحدي هنا
لا وجود لأي أحد غيري
جئت أسأل عن البقية وسأعود ولن آتي هنا مرة ثانية
أعدك لن أعود
تعالت ضحكاته كالبرق
( هههها ها ها ها ها هيهيهيههي )
يلحنها بألحان الرعب المجنون
وكأنها نكتة يضحك منها بجسده المتآكل
فهي تارة تبدو ضحكة وتارة تبدو صرخة
لعنه الله
ماهذه السخافة ؟
من هذا المجنون ؟
حتى كلماته تخرج من فمٍ مشقوق
لا يُفهم منها إلا حروف واسعة المدى
سأسأله
من أنت ؟ وماذا تريد مني ؟
يرد بشراسة المرعبين
( أنا ... أنا من أخذهم ؟ )
( وسآخذك )
وهل سألتقي بهم
هناك
في سكون الكون ؟
هنا توقف كل شيء
ولم أعد أشعر بشيء
احتمال أني ذهبت مع من ذهب
ولا أدري متى عودتي
.......
كتبت تلك السطور
لأني لم أجد تفسيرا لعدم الوجود
فخرجت عن المألوف
وعن الواقع المجهول
فماذا يكون
لو أعرف المجهول
فقد لأني
أشعر بالوحدة في واحات الشموخ
دمتم أيها الرائعون